طرق منع  ظاهرة العنف في المدارس

بسم الله الرحمن الرحيم

أحمد الله سبحانه وتعالى على نعمه التي لا تُــحصى ومنها نعمة العلم والمعرفة , وأصلي و أسلم على نبيه الكريم الذي لا ينطق

عن الهوى القـــــــائل} أدبني ربي فأحسن تأديبي { والموصوف في محكم التنزيل بقوله تعالى } وإنك لعلى خلقٍ عظيم { وقوله

تعالى } ولو كُــنت فظاً غليظ القلب لانفضــوا من حولــك {.
 

إن ظاهرة العنف بشكــل عام والعنف المدرسي بشكلٍ خاص تُــعدّ من أكثر الظواهر التي تستدعي اهتمام الجهات الحكومية

المختلفة وخاصة المـدرسة . وحيث أننا نواجـــه في الآونة الأخيرة تطــوراً ليس في كمــية أعمال العنف وإنما في الأساليب التي

يستخدمها الطلاب أو المعلمون أو المديرون في تنفيذ السلوكيات العنيفة كالضــرب والهـــجوم والاعتـــداء وربما تصل إلى

القــــتل . وهذه الطاهرة لم يسلم منها أي بلد في العالم . وللثواب والعقاب أثراً هاماً في شخصية المتعلم وتعلمه وأما الثواب فإنه

لا يزال من أكبر العوامل المساعدة على التعلم فإذا ما كُــرّم المـــــتعلم فإنه يبذل في سبيل العلم جهداً كبيراً غير مبالٍ بما يعترضه

من مصاعب وجهد فالجهد وليــد الرغبـــة .
 

مــــــا هو العنف :
 

كل تصـرف يـــــــــــــؤدي إلى إلحاق الأذى بالآخــرين وقد يكون جسميـاً أو نفسيــا
 

وقد بدأ الاهتمــــــــــام بظاهــــــــرة العــــــــــــــنف في مطلع القرن العشرين بسبب التطور في الوعي ونظريات علم النفس التي

أصبحت تفسر سلوكيات الإنسان على ضوء مرحلة الطفولة المبكرة وأهميتها في تكوينه وتأثيرها على حياته فيما بعد .
 

الأمر الذي دعا المربين إلى حث الأفراد المعنيين بالتربية إلى ضرورة توفير أجواء حياتيه مناسبة لينمو الأطفال نمواً جسدياً

ونفسياً سليماً متكاملاً . كما ترافق مع هذا الاهتمام نشوء العديد من المؤسسات والحركات التي تدافع عن حقـــــــــوق الإنسان

بشكل عام والطفـــل بشكلٍ خاص .
 

ويَــــــــعُدّ التقرير المدرسة المكان التالي بعد الأسرة الذي يؤسس لمجالات أوسع وأكثر تنوعاً من أنواع العنف . كما يؤكد التقرير

على ضرورة منع العقاب البدني في المدارس ومراقبة كل صور العنف التي تنشأ في محيط المدرسة وعقاب من يمارسها.
 

و تنصّ المادة  في اتفاقية حقوق الطفل على ضرورة حماية الأطفال من جميع أشكال الإســــــــــاءة والاستغـــــلال والعنف التي

قد يتعرضون لها وهذا مؤشر هام إلى بداية الاهتمام بالطفل على اعتبار أنه إنسان له كيانه وحقوق بحد ذاته وليس تابع أو ملكية

لأحدٍ مثل العائلة .
 

وقد رفضت جميع الأديان السماوية العـــــــنف رفـــــــــــضاً قـــــــــطعاً و بالأخص الدين الإسلامي الذي يحمل رؤية خاصة حول

العنف والعقاب ويتعامل معهما على أنهما مفهومين منفصلين ومختلفين . فالإسلام ينبذ العنف ويدعوا إلى الرفق والعطف
 

والتسامح ومقابلة السيئة بالحسنة قال rصلى الله عليه وسلم } صل من قطعك وأحسن إلى من أساء إليك وقل الحق ولو على

نفسك , عُد من يعودك و أهد من لا يهدي لك { .
 

كما أن الإسلام يرفض العنف الكلامي رفضاً قاطعاً ويطالب بعدم الاستهزاء و الاستهتار بالآخرين . ويعتبر العقاب وسيلة تربوية

للتأديب والردع ضمن الضوابط الشرعية الواردة في الكتاب والسنة . ولن أنسى أن أنوه إلى أن العنف يؤدي إلى قصور في الأمن

القومي المنشود للمجتمعات وبالنسبة للمدرسة فإن العنف المدرسي يؤدي إلى ضعف وخلل الأمن النفسي المفترض أن يتوفر في

البيئة المدرسية كي تتمكن من إنجاح العملية التعليمية التربوية .

 أسباب العنف                               

 

العملية التربوية مبنية على التفاعل الدائم والمتبادل بين الطلاب ومدرسيهم. حيث أن سلوك الواحد يؤثر على الآخر وكلاهما

 

يتأثران بالخلفية البيئية، ولذا فإننا عندما نحاول أن نقيم أي ظاهرة في إطار المدرسة فمن الخطأ بمكان أن نفصلها عن المركبات

 

المختلفة المكونة لها حيث أن للبيئة جزءاً كبيراً من هذه المركبات.

 

أهم الأسباب التي تقف وراء ظاهرة العنف:

طبيعة المجتمع الأبوي والسلطوي:

 رغم أن مجتمعنا يمر في مرحلة انتقالية، إلا أننا نرى جذور المجتمع المبني على السلطة الأبوية ما زالت مسيطرة. فنرى على

سبيل المثال أن استخدام العنف من قبل الأخ الكبير أو المدرس هو أمر مباح ويعتبر في إطار المعايير الاجتماعية السليمة،

وحسب النظرية النفسية- الاجتماعية فإن الإنسان يكون عنيفاً عندما يتواجد في مجتمع يعتبر العنف سلوكاً ممكناً، مسموحاً

ومتفقاً عليه.

بناءً على ذلك تعتبر المدرسة هي المصب لجميع الضغوطات الخارجية فيأتي الطلاب المٌعنّفون من قبل الأهل والمجتمع المحيط

بهم إلى المدرسة ليفرغوا الكبت القائم بسلوكيات عدوانية عنيفة يقابلهم طلاب آخرون يشابهونهم الوضع بسلوكيات مماثلة

وبهذه الطريقة تتطور حدة العنف ويزداد انتشارها، كما في داخل المدرسة تأخذ الجماعات ذوات المواقف المتشابه حيال العنف

شلل وتحالفات من أجل الانتماء مما يعزز عندهم تلك التوجهات والسلوكيات،

 " إذا كانت البيئة خارج المدرسة عنيفة فأن المدرسة ستكون عنيفة ".

تشير هذه النظرية إلى أن الطالب في بيئته خارج المدرسة يتأثر بثلاث مركبات وهي العائلة، المجتمع والأعلام وبالتالي يكون

العنف المدرسي هو نتاج للثقافة المجتمعية العنيفة.

2) مجتمع تحصيلي:

 في كثير من الأحيان نحترم الطالب الناجح فقط ولا نعطي أهمية وكياناً للطالب الفاشل تعليمياً. الطالب الذي لا يتجاوب معنا.

حسب نظرية الدوافع فالإحباط هو الدافع الرئيسي من وراء العنف، إذ أنه بواسطة العنف يتمكن الفرد الذي يشعر بالعجز ، أن

يثبت قدراته الخاصة. فكثيراً ما نرى أن العنف ناتج عن المنافسة والغيرة. كذلك فإن الطالب الذي يعاقب من قبل معلمه باستمرار

يفتش عن موضوع (شخص) يمكنه أن يصب غضبه عليه.

العنف موضوع واسع وشائك، هناك العديد من الأمور التي تؤثر على مواقفنا اتجاه العنف بحيث نجد من يرفض ومن يوافق على

استخدام العنف لنفس الموقف، وهذا نابع من عدة عوامل كالثقافة السائدة والجنس والخلفية الدينية وغيرها، وبما أن الدين يعتبر

عنصراً أساسياً ويلعب دوراً فاعلاً في حياة الأفراد، فمن الصعب تجاهل هذا العامل وتأثيره على قراراتنا ومواقفنا التربوية، لذا

وددت أن أضع بين أيدي القارئ لمحة عن نظرة الدين الإسلامي والمسيحي للعنف، ليتسنى لنا فهم الخلفية الدينية والاجتماعية

التي يأتي منها طلابنا.

3) العنف المدرسي هو نتاج التجربة المدرسية ( سلوكيات المدرسة ):

هذا التوجه يحمل المسئولية للمدرسة من ناحية خلق المشكلة وطبعاً من ناحية ضرورة التصدي لها ووضع الخطط لمواجهتها

والحد منها، فيشار إلى أن نظام المدرسة بكامله من طاقم المعلمين والأخصائيين والإدارة يوجد هناك علاقات متوترة طوال

الوقت، ومما يؤكد على ذلك أن ( كولمن ) لدى ( هروبتس، 1995) أستنتج من بحثه " أن السلوكيات العنيفة هي نتاج المدرسة

" ويمكن تقسيمها إلى 3 مواضيع وهي:- علاقات متوترة وتغيرات مفاجئة داخل المدرسة، إحباط، كبت وقمع للطلاب، الجو

التربوي.

علاقات متوترة وتغيرات مفاجئة داخل المدرسة:

تغيير المدير ودخول آخر بطرق تربوية أخرى وتوجهات مختلفة عن سابقه تخلق مقاومة عند الطلاب لتقبل ذلك التغيير، فدخول

مدير جديد للمدرسة مثلاً، وانتخاب لجنة أهالي جديدة تقلب أحياناً الموازين رأساً على عقب في المدرسة، ترك المعلم واستبداله

بمعلم آخر يعلم بأساليب مختلفة، عدم إشراك الطلاب بما يحدث داخل المدرسة وكأنهم فقط جهاز تنفيذي، شكل الاتصال بين

المعلمين أنفسهم والطلاب أنفسهم والمعلمين والطلاب وكذلك المعلمين والإدارة له بالغ الأثر على سلوكيات الطلاب ، ففي أحد

الأبحاث أشير إلى أن تجربة في إحدى المدارس الأمريكية لدمج طلاب بيض مع طلاب سود لاقت مقاومة شديدة و عنف بين

الطلاب حيث لم تكن الإدارة قد هيئت الطلاب بعد لتقبل مثل تلك الفكرة .

إحباط، كبت وقمع للطلاب:

متطلبات المعلمين والواجبات المدرسية التي تفوق قدرات الطلاب وإمكانياتهم، مجتمع تحصيلي، التقدير فقط للطلاب الذين

تحصيلهم عالي، العوامل كثيرة ومتعددة غالباً ما تعود الى نظرية الإحباط حيث نجد أن الطالب الراضي غالباً لا يقوم بسلوكيات

عنيفة والطالب الغير راضي يستخدم العنف كإحدى الوسائل التي يُعبر بها عن رفضه وعدم رضاه وإحباطه، فعلى

سبيل المثال :-

1- عدم التعامل الفردي مع الطالب، وعدم مراعاة الفروق الفردية داخل الصف.

2- لا يوجد تقدير للطالب كإنسان له احترامه وكيانه.

3- عدم السماح للطالب بتعبير عن مشاعره فغالباً ما يقوم المعلمون بإذلال الطالب وإهانته إذا أظهر غضبه.

4- التركيز على جوانب الضعف عند الطالب والإكثار من انتقاده.

5- الاستهزاء بالطالب والاستهتار من أقواله وأفكاره.

6- رفض مجموعة الرفاق والزملاء للطالب مما يثير غضبه وسخطه عليهم.

7- عدم الاهتمام بالطالب وعدم الاكتراث به مما يدفعه إلى استخدام العنف ليلفت الانتباه لنفسه.

8- وجود مسافة كبيرة بين المعلم والطالب، حيث لا يستطيع محاورته او نقاشه حول علاماته او عدم رضاه من المادة. كذلك

خوف الطالب من السلطة يمكن أن يؤدي الى خلق تلك المسافة.

9- الاعتماد على أساليب التلقين التقليدية.

10- عنف المعلم اتجاه الطلاب.

11- عندما لا توفر المدرسة الفرصة للطلاب للتعبير عن مشاعرهم وتفريغ عدوانيتهم بطرق سليمة.

12- المنهج وملاءمته لاحتياجات الطلاب.

الجو التربوي:

 

عدم وضوح القوانين وقواعد المدرسة، حدود غير واضحة لا يعرف الطالب بها حقوقه ولا واجباته، مبنى المدرسة واكتظاظ

الصفوف التدريس الغير فعال والغير ممتع الذي يعتمد على التلقين والطرق التقليدية، كل هذا وذاك يخلق العديد من الإحباطات

عند الطلاب الذي يدفعهم إلى القيام بمشاكل سلوكية تظهر بأشكال عنيفة وأحياناً تخريب للممتلكات الخاصة والعامة ، بالإضافة

إلى استخدام المعلمين للعنف والذين يعتبرون نموذجاً للطلاب حيث يأخذونهم الطلاب قدوة لهم.

الجو التربوي العنيف يوقع المعلم الضعيف في شراكه، فالمعلم يلجأ إلى استخدام العنف لأنه يقع تحت تأثير ضغط مجموعة

المعلمين الذي يشعرونه بأنه شاذ وان العنف هو عادة ومعيار يمثل تلك المدرسة والطلاب لا يمكن التعامل معهم إلا بتلك الصورة

وغالباً ما نسمع ذلك من معلمين محبطين محاولين بذلك نقل إحباطهم إلى باقي المعلمين ليتماثلوا معهم فيرددون على مسمعهم

عبارات مثل ( بعدك معلم جديد، شايف بدون ضرب فش نتيجة، بكره بتيأس .. الخ من العبارات المحبطة)، وهنا شخصية المعلم

تلعب دور في رضوخه لضغط المجموعة إذا كان من ذوي النفس القصير او عدم التأثر بما يقولون.

إضافة إلى ما ذكر فأن الأسلوب الديمقراطي قد يلاقي معارضة من قبل الطلاب الذين اعتادوا على الضرب والأسلوب السلطوي،

 

فيحاولون جاهدين فحص الى أي مدى سيبقى المعلم قادراً على تحمل إزعاجاتهم وكأنهم بطريقة غير مباشرة يدعونه الى استخدام

 

العنف، وإذا ما تجاوب المعلم مع هذه الدعوة فسيؤكد لهم أنهم طلاب أشرار الذين لا ينفع معهم الآ الضرب، ونعود الى المعلم ذو

 

النفس القصير الذي سرعان ما يحمل عصاه ليختصر على نفسه الجهد والتعب بدلاً من أن يصمد ويكون واعي إلى أن عملية

 

التغيير هي سيرورة التي تتطلب خطة طويلة المدى .

 

                                 طرق العلاج

 


إن طرق العلاج ، يستلزم  جملة من الإجراءات  العمليّة التحسيسية الضابطة والرادعة ومنها:
 

1- غرس القيّم الايجابية وترسيخها في نفوس الدارسين، وتعهدها  كسلوك في البيت والمدرسة ولا نعفي الشرطة والبلدية

 

     والجمعيات.
 

2- وباعتبار أن الأسرة هي البيئة التي نشأ فيها الطفل، ويعيش ويتلقى أساسيات المعرفة، فلا بد من توعيتها  عن طريق جمعية

 

    أمور التلاميذ، وبواسطة وسائل الإعلام، والمراسلات، ومؤسّسة المسجد، وفي المناسبات.
3- وان اكتساب المواقف لا يتم إلا في المنزل وبحضور قويّ لأفرادها  وبتكفل جيد في عمليات التنشئة والإعداد للحياة، فاشتغال

    الوالدين عن أبنائهم وهم في حاجة إليهم لا يكسبهم مواقف ولا يساعدهم على تجاوز الصعوبات المعترضة أو التخلص من

    بعض الأمراض  الاجتماعية،
4- وإذا كان لكل طفل عالمه الخاص، فان الطفل يرغب في أن يعيش طفولته، والمراهق يعيش فترة مراهقته، وكلاهما يثقان

     ويسعدا ن بوجود الكبار  من حولهم يقوّمون سلوكهم، وهذا مهم''...لكن الثقة شيء حسن والمراقبة أحسن ..''
 5- وان التربية عمل إنساني ، تنبع من محيط يحفظ إنسانية الإنسان، يرعاها ويحترمها، والتربية الإسلامية تحقق إنسانية
  

     الإنسان، لأنها تحترم الطفل وتوقره، وترعاه في المسجد وتنصفه، وتجعله مثل الكبير ''التربية بالقدوة ''، فالمسجد مصدر

     علاج مهم للغاية.
6- والطفل في حاجة إلى تنمية الغرائز المعنوية، وهذا لا يتأتى إلا بوجود أطراف فاعلة  تعي هذه الحقيقة،  مدرسين، إداريين ،

     مثقفين، جمعيات ثقافية وسياسية ، ودور إعلام.
7- والسلوك يتعزز بالمكافآت من الوالدين والأساتذة ، مكافأة السلوك الجيد ، مكافأة سريعة ودون تأجيل ، لأن المكافآت من هذا

    النوع  تساعد على تربية الحواس والحواس نوافذ المعرفة ، وتساعد على رفع المعنويات ، وتنمية الثقة  في الذات ،

    وبالمكافأة يتشجع  التلميذ أكثـر ، ويكرر ذات السلوك الطيّب ''والمكرر يتقرر'' فيكتسب عادة،  بوجود إدارة منضبطة،

    وأساتذة متميزين وطلبة مطيعين مهيكلين في مختلف النوادي، أفضى هذا إلى تطوع الطلاب من تلقاء أنفسهم لتزيين حجرات

    المؤسسة ومحيطها، وبذلك تم القضاء على شبح العنف بفضل التعاون وفطنة الأساتذة والمسيّرين، وأحرزت المؤسسة أحسن

    المعدلات وضرب بها المثل..
8- والمكافآت الاجتماعية كالابتسامة، هي أهم علاج للظاهرة ''وتبسمك في وجه أخيك صدقة'' والتقبيل، والمعانقة، والمديح أي

    الثناء، والاهتمام بالمتعلم وبأعماله التربويّة وهواياته، وإيماءات الوجه المعبر ة عن الرضا، والتحدث إلى الأقارب ببعض

    محاسن الابن وشكره أمام الأصدقاء  والضيوف.
9- وإذا كانت التربية مبنية على التفاعل بين المعلم والمتعلم فسلوك كلاهما يؤثر على الآخر، إذ الأوامر والنواهي لا تفيد،

    والتربيّة التسلطية منبوذة  ومرفوضة من طرف الأبناء ،و التربية الحسنة أساسها الحوار  والمناقشة  الهادئة، وإحداث

    النوادي والمجموعات الصوتية ، وتفعيل المسرح المدرسي ، وتشجيع المبدعين وإعطاء فرصة لمن يرغب في ذلك ،والابتعاد

    عن المتناقضات  كأن نقول لأبنائنا لا تتأخروا بعد صلاة العشاء ونحن ندخل منتصف الليل، أو نقول لهم حرام أن تكذبوا

    وعندما يرن صوت الهاتف يطلبنا، نقول : قل لهم غير موجود، فالتربية ضوابط  ومعايير نلتزم بها في البيت وفي المدرسة..
10- وان أهم علاج وأفيده  يكون في المدرسة، وبتعاون الأسرة التربوية فيما بينها  ثم مع الأولياء. فمعاملة التلاميذ بلطف وذكاء

     ومراعاة الفروق الفردية،وفهم مطالبهم برفق والتعامل الفردي مع الطالب وتقديره كانسان، والسماح له بالتعبير عن

     مشاعره، وتفريغ عدوانيته ، وعدم إذلاله أو كبته ، وتجنب النقد الجارح ، والعمل على توعيته بصبر ولباقة ، بحقوقه  

     وواجباته ، نتوقف معه عند أخطائه ليتعرف على أضرارها ، نخاطب فيه العقل والوجدان،  نساعده ماأمكن على تجاوز

     الأخطاء ، مع إعادة الاعتبار للقوانين الداخلية للمؤسسات التربوية ، والعمل بالبند المتعلق بالطاعة والانضباط والنظام ،

     والنظافة والترتيب والمحافظة على الهندام ومنع اللباس غير المحتشم ، والصرامة في تنفيذ التعليمات  والمتابعة المستمرة ،

     وعدم ترك التلاميذ وحدهم في الحجرات أو في الساحة أثناء فترات الاستراحة ، ولابد من ترشيد جداول الحراسة في الساحة ،

     وفي المطعم ، ومرافقة التلاميذ أثناء الدخول والخروج ، ومنع التجمعات  أمام أبواب المؤسسات ، ورصد التلاميذ المشاغبين

     والمنحرفين ، والاتصال بأوليائهم لمعرفة أسباب الانحراف ،والتعاون على إعادة المنحرف إلى جادة الصواب  بهدوء بعيدا

     عن التشهير أ واستعمال العقاب المنفر ،وان استعمال المحفزات والمكافآت ، وتشجيع الرحلات وزيارات الأقارب تمنح الأبناء

     فرصا لاكتشاف أنفسهم وأخطائهم،..
11- العقاب : وآخر العلا ج الكي ، إذ لا يعقل أن نترك أبناءنا يفعلون ما يشاؤون  و يفسدون، ليتحولوا مع مرور الوقت إلى

       منحرفين، فهناك تدرج في العقوبة في المدرسة ، كتابة حكم أكثـر من مرة، الحرمان من الراحة ، التوبيخ، عرضه على

       مجلس التأديب بحضور ولي أمره، أما الأسرة من جهتها تحرمه من مشاهدة بعض الألعاب ، وتلزمه البيت في بعض

       المناسبات و تلاطفه وتجعله يكتشف خطأه  ويلتمس العفو، مع منعه من مصاحبة الأشرار الخ..

 

12ـ ضرورة التعاون المستمر بين البيت والمدرسة ، وعلاج ذلك بالأساليب التربوية الحديثة ، للقضاء عليها من بدايتها وقبل

     

استفحالها ، والذي يخشى من صعوبة علاجها لاحقاً
 

13-إصدار أنظمة وقوانين تعليمية صارمة حتى ـأمام بوابات المدارس تؤدي بالطالب الإحجام عن تلك السلوكيات
 

14- التعاون المستمر بين رجال الأمن والجهات التعليمية والتشاور فيما بينهم للتخلص من هذه الظاهرة
 

15- توجيه ولي الأمر بأهمية توجيه ابنه واستخدام الثواب والعقاب لمحاربة هذه الظاهرة ]
 

16- تفعيل دور المرشد الطلابي وزيادة عدد المرشدين في المدرسة الواحدة حسب حجمها مع توزيع المهام بينهم
 

17-أعطاء مدير المدرسة صلاحيات أكبر في محاربة هذه السلوكيات وإيجاد البديل عن الدراسة لبعض الطلاب لأن معظم

     

     الممارسين لهذه السلوكيات هم من الطلاب الضعاف دراسياً، أو ممن يعانون مشاكل أُسرية ومادية ]
 

18ـ استدعاء دُعاة دينيين أو اجتماعيين للمدارس لإلقاء محاضرات وندوات توعية بين الطلاب
 

19ـ وضع درجات تضاف للطالب المثالي(علامة السلوك) في المدرسة وخارجها وتحجب عن الطالب السيئ تضاف هذه الدرجات

 

   لمجموعه العام وتزيد في النسب بين الطلاب .
 

20ـ الاستفادة من الدراسات البحوث والدراسات السابقة التي تعرضت لهذا الجانب الهام ، والعكوف على استخدام تلك الدراسات

  

      الاستخدام الأمثل لعلاج مثل هذه الظاهرة ،و التي تضرّ بشبابنا وتعدهم بمستقبل غامض ومجهول ، والتعرض لمن يُغرر 

     

      بهم،  وانحرافهم عن الجادة ويبقوا أعضاء غير صالحين في المجتمع .
 

- الخلاصة :

 

 إن جعل المؤسسات التربوية تتخلص من الظاهرة ، بالإخلاص في المسعى، ولابد من الاهتمام  والتعاون  والفهم ، وبدون هذه

 

العناصر الثلاثة لا نفلح  في مسعانا، وان الذين يتولون أمر العلاج  ولهم الدور الفاعل  هم بطبيعة الحال ، البيت والمدرسة ،

 

والمجتمع، ومنظومة القوانين  والقيم ، فالقوانين هي العمليات الضابطة  والملزمة، والمنظمة للحياة التربوية  داخل المدرسة

 

وخارجها، ومنظومة القيم تحققها المناهج  وحواملها من أنشطة، ووضع مخططات مدرسيّة لبناء شخصية المتعلم تلعب فيه

 

جمعيات أمور التلاميذ الدور الكبير، باعتبارها شريكا في المعالجة والتعاون على جعل المدرسة فضاء للراحة  والمتعة والتحصيل

 

والتنافس النزيه..

 

منقول للفائدة