طرق التداوي بالاعشاب

خلق الله سبحانه وتعالى النباتات على الكرة الارضية , والنبات هو الغذاء الاساسي لكل مخلوق حي وبدونه لا وجود للحياة .

ومنذ ان خلق الله الانسان والحيوان وُجدت الامراض التي تنتابهما .

إن الله جل جلاله جعل النبات غذاء لا نستغني عنه فقد أوجد فيه أيضا الدواء .وأعطى الحيوان الذي لا يعقل

غريزة الاهتداء الى نوع النبات الذي يشفيه من مرضه , وترك للانسان ان يهتدي بنفسه الى النباتات الشافية من الامراض .

بالدراسة والتجارب والاستنتاج استطاع الانسان الاهتداء الى الدواء .

اود ان اقول ان النباتات الشافية اكتشفها رجال ونساء موهوبون من عامة الشعب ,

 واخذوا يمارسون التداوي بها قبل ان ياخذها الاطباء والعلماء .

ان المواد الشافية في النبات لا تنفرد بجزء واحد له علاقة خاصة بجزء خاص في الجسم , دون ان يكون له تاثير اخر

في غيره , بل ان الخالق جل جلاله وقدرته جمعها في نبتة واحدة بمزيج يستحيل على الانسان او مصانعه ان تاتي بمثله .

ليس من المحتم على كل نبتة ان يشفي كل مريض , فان بعض الامراض يمكن شفاؤها بعدد كثير من النباتات .

في حين اه يمكن ان تكون نبتة معينة اكثر فائدة عند زيد في حين ان نبتة اخرى تكون اكثر فائدة عند عمر .

من الجدير بالذكر ان تاثير الدواء من النباتات لا يكون عاجلا دائما , بل ان نتائجه لا تظهر الا بع 4-6 اسابيع .

على المريض الا يتجاوز المقادير المسموح بها او المطلوبة للتداوي - الجرعة العلاجية .

نشير هنا ان الجرعة العلاجية تختلف دائما باختلاف الدواء وجنس المريض وعمره .

جمع الاعشاب والنباتات الطبية

من الاعشاب والنباتات ما يستعمل منه جزء واحد فقط للتداوي , ومنها ما يستعمل اكثر من جزء او كله .

ان جمع الاجزاء يجب ان يتقيد باوقات محددة من السنة , وبشروط معينة ,

حيث يكون الجزء المطلوب من العشبة او النبتة في اوج حيويته , وان يجمع ويحفظ باساليب صحيحة حتى لاتفقد

النبتة من خواصها الطبية .

بعد ان تجمع النبتات يجب المحافظة على المواد الفعالة في النبتة وذلك عن طريق التجفيف .

تستهدف عملية التجفيف ازالة الماء كليا من النبتة .

تجفيف الازهار والاوراق يجب ان يكون في الظل , اما البذور يفضل تجفيفها في الشمس . اما الجذور فتنظف جيدا

وتجفف في الشمس مباشرة .

كيفية صنع الادوية من الاعشاب والنباتات الطبية

لصنع الادوية طرق متعددة بعضها سهل بسيط يمكن عمله في المنزل , والبعض الاخر صعب ومعقد يحتاج صنعه الى

معلومات وادوات خاصة .

هنا سنتطرق الى الطرق السهلة والبسيطة التي يمكن اللجوء اليها في كل منزل , ودون خبرة سابقة .

اولا : عصير الاعشاب والنباتات الطبية

لتحضيره تجمع الاعشاب والنباتات المراد استخلاص العصير منها على ان تكون طازحة وتفرم او تدق , ثم يصفى

منها العصير بوضعها مفرومة او مدقوقة في قطعة من الشاش وتعصر باليد او بمكبس , ويحفظ العصير في اوان زجاجية

او فخارية وتغطى باحكام بغطاء لا ينفذ منه الهواء .

ثانيا : شراب الاعشاب والنباتات الطبية

يصنع من طبخ العصير مع السكر او العسل (افضل ) .

يمكن غلي الشراب الى ان يتماسك قوامه فيقطع الى قطع صغيرة تجف وتتصلب بعد ان تبرد ويتكون منها ما يسمى "الملبس "

ثالثا : عسل الاعشاب والنباتات الطبية

يحضر بغلي العصير بضعف كميته من عسل النحل لبضع دقائق , يرفع في اثنائها الزبد المكون فوقه , يوضع في زجاجات .

هذه الطريقة يستحب استعمالها في معالجة الامراض الصدرية , كامراض الرئة مثلا .

رابعا : صبغة الاعشاب والنباتات الطبية

توضع الكمية المحددة من الاعشاب والنباتات الغضة بعد تقطيعها الى قطع صغيرة في زجاجة .

تضاف اليها كمية مناسبة من الكحول ثم تسد الزجاجة سدا محكما وتترك في مكان لا تقل درجة حرارته عن (15-20)

لمدة ثلاث اسابيع , خلالها تخض الزجاجة مرات عديدة . ثم تصفى محتويات الزجاجة بقطعة من الشاش وتعصر جيدا

لاستخراج السائل كله منها .

تحفظ الصبغات لمدة بضع سنوات ,

خامسا : زيوت الاعشاب والنباتات الطبية

تصنع بنفس طريقة الصبغات السابقة ولكن بدل الكحول نستعمل زيت نقي , زيت زيتون او غيره .

سادسا :مرهم الاعشاب والنباتات الطبية

يعمل بغلي العصير في كمية من "اللانولين" دهن الصوف او زبدة الحليب غير المملحة - لطرد اكبر كمية ممكنة من الماء .

سابعا : مسحوق الاعشاب والنباتات الطبية

يعمل من دق الاعشاب والنباتات الطبية الجافة في جرن من الفخار او الحجر الى ان ينعم تماما .

يستعمل المسحوق بمزجه مع كمية من العسل او الحليب او عصير الفواكه او مع جرعة من الماء .

ثامنا : شاي الاعشاب والنباتات الطبية

يعمل من الاعشاب والنباتات المجففة بثلاث طرق مختلفة

أ) طريقة النقع : توضع الاعشاب والنباتات الطبية في كمية من الماء البارد لمدة بين خمس الى سبع ساعات .

يصفى منه الماء , وهذه الطريقة تناسب العقاقير الصلبة كالجذور ( جذر عرق السوس مثلا ) .

ب) طريقة المستحلب : توضع الاعشاب والنباتات الطبية في وعاء من الفخار وتضاف اليه كمية مناسبة من الماء

بدرجة الغليان , يغطى الاناء مدة من عشر الى خمس عشر دقيقة  ليصفى بعدها .

وهذه الطريقة تناسب الزهور والاوراق الغنية بالزيوت العطرية والتي تتبخر زيوتها اذا غليت في الماء .

ج) طريقة الغلي : تستعمل عادة للقشور والجذور , توضع في الماء البارد ثم يسخن الى درجة الغليان ويستمر في غليه

مدة طويلة او قصيرة حسبما يتطلبه العقار . بع انتهاء الغلي يترك مدة عشر دقائق  ثم يصفى .

والشاي المستخرج باي طريقة يستعمل ساخنا وباردا وعلى دفعات قليلة وكميات كبيرة , او بجرعات صغيرة متعددة .

تاسعا : حمامات الاعشاب والنباتات الطبية

اضافة مغلي او مستحلب او منقوع الاعشاب والنباتات الطبية الى ماء الحمام .

فيها يجلس المريض قي اناء يغمره بالماء على درجة  37 حتى منتصف البطن وتلف حول المريض ومغطسه بطانية

 تمنع تسرب البخار , ثم يزاد ماء المغطس تدريجيا بماء اشد حرارة حتى تصل حرارة الماء الى 45 .

بعدها بعشر دقائق الى نصف ساعة على الاكثر يبدا العرق بالتصبب , ثم يخرج المريض ويتمدد فوق منشفة ويلف نفسه

بالبطانيات الجافة الدافئة ليستمر افراز العرق منه لمدة نصف ساعة او اكثر .

وهذه الطريقة تستعمل في معالجة الضعف العام والتهيج العصبي , ومرض لين العظام والامراض الجلدية والروماتيزم .

عاشرا : التبخير بالاعشاب والنباتات الطبية

تعمل الحمامات البخارية المقعدية بان يجلس المريض القرفصاء فوق الاناء المتصاعد منه البخار

 ويلف مع الاناء ببطانية او ما شابهها لمنع انتشار البخار .

يفيد البخار المتصاعد من الاوراق والازهار في معالجة الام الاذن والزكام وامراض الحلق واللوزتين وبحة الصوت من التهاب

الحنجرة , وللوجه عند اصابة اجفانه بانسداد غدده الدهنية (شحاد) , وتبخير مقعدي لمعالجة البواسير وانحباس البول

وامراض الحوض الاسفل عند النساء .

احد عشر : استعمال الاعشاب والنباتات الطبية بطريقة التبخير

فيه يحرق العقار كالبخور داخل الغرفة حيث ينتشر دخانه ويستنشقه المريض .

يمكن في بعض العقاقير الطيارة كالنعناع مثلا , وضعها لنعالجة الزكام ليلا فوق المدفاة فينتشر زيتها العطري في الهواء ويستنشقه المريض مع الهواء .

اثنى عشر : لفافات الاعشاب والنباتات الطبية الغضة

لعملها نفرد الاوراق الطازجة فوق منضدة من الخشب , وتهرس قليلا بلف زجاجة كبيرة فوقها الى الامام والى الوراء او

بالشوبك الخشبي , بعد ذلك تفرد فوق سرير المريض بطانية من الصوف وفوقها غطاء- شرشف - من الكتان وتفرد الاوراق

المهروسة فوقها ويمدد في وسطها عضو المريض او جسم المريض كله .

يلف الغطاء الكتاني والبطانية معا حول العضو او الجسم , ويبقى على ذلك لمدة ساعتين .

تعمل هذه اللفافات على معالجة الروماتزم والسعال والنزلات الشعبية والتهابات الدوالي .

وهي تعمل عادة من اوراق الجدي او لسان الحمل وحشيشة السعال .

ثالث عشر : اكياس الاعشاب والنباتات الطبية

توضع كمية من الازهار في كيس صغير , يربط او يخاط ويغطس لبرهة وجيزة في ماء بدرجة الغليان , ثم يرفع ويعصر

قليلا ويوضع ساخنا فوق موضع الالم ( الام المعدة وحصاة المرارة ...) .

او ان الكيس المملوء بالازهار يسخن فوق موقد حار , ( مثلا كيس ازهار البابونج لمعالجة الام الاذن او كيس حبوب الكراوياء

لمعالجة الام الاسنان ) .

رابع عشر : التكميد بالاعشاب والنباتات الطبية

يعمل بتغطيس منشفة او قطعة من القماش في مستحلب العشبة او النبات الساخن , الى ان تتشرب المخلول وتتشبع منه

ثم ترفع وتلف حول الجزء المراد معالجته ومن فوقها قطعة من نسيج صوفي تغطيها تماما .

مثال : (مكمدات الزعتر في مرض الحصبة )

خامس عشر : التلبيخ البارد او الساخن بالبذور والاعشاب الهلامية

( المادة الهلامية تعني المادة التي يكون قوامها متماسكا لزجا كزلال البيض النيء مثلا )

لعملها باردة يوضع العقار لمدة نصف ساعة الى بضع ساعات في الماء البارد , ثم يفرغ عنه الماء ويفرد العقار المنتفخ

من تاثير النقع بالماء فوق شاش رفيع ويوضع باردا فوق الموضع المراد معالجته .

اما اللبخ الساخن فيحضر بوضع العقار بعد رفعه من الماء البارد فوق منخل فوق اناء يغلي فيه الماء .

فالبخار المنتشر منه يفتح خلايا العقار وتظهر منها المادة الهلامية , فيفرد العقار عندئذ فوق شاشة , ويستعمل ساخنا .

سادس عشر : الجلد بالاعشاب والنباتات الطبية

تستعمل فيه الاعشاب المهيجة للجلد كالقراص , حيث يجلد الجسم في اجزائه المختلفة

باغصان غضة منه لمعالجة  الروماتيزم .

سابع عشر : وضع الاعشاب والنباتات الطبية داخل الحذاء

تستعمل بهذه الطريقة الاعشاب العطرية غالبا كالزعتر والنعناع ومسحوق بذور الحلبة لمعالجة الزكام وبرودة الاقدام ,

وذلك بوضع العقار داخل الحذاء مفرودا فوق دواسته .

ثامن عشر : نشوق الاعشاب والنباتات الطبية

يعمل من الاوراق والثمار والجذور الجافة تماما بسحقها في الهاون الى ان تنعم تماما .

كمسحوق اوراق الزعتر مع جذور البنفسج لمعالجة التهاب الجيوب الانفية .

 

يتبع .......